جائزة «فضاءات من نور» للتصوير الضوئي احتفالية عالمية بالجماليات العمرانية والثقافة البصرية في جامع الشيخ زايد الكبير. ومنذ انطلاقها في أكتوبر 2010، كانت هذه الجائزة الفريدة بمثابة نافذة للتعرف على خصوصية العمارة الإسلامية في الجامع، وإبراز جمالياته المتنوعة، لاسيّما وأنه يُعدّ واحداً من أجمل الجوامع المعاصرة في العالم.
استقطبت «فضاءات من نور» على مدار الأعوام الماضية عدداً كبيراً من محبّي فن التصوير من المحترفين والهواة من مختلف دول العالم، مما أكَّد مكانتها كحدث ثقافي عالمي، حيث قدموا آلاف الصور، وثقت جماليات الجامع، وعكست الدور الحضاري الذي يلعبه هذا الصرح الكبير في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين مختلف الثقافات.
لقد أسهمت «فضاءات من نور» في إبراز الجامع كفضاء إنساني وثقافي وروحاني، يجمع أبرز العناصر المعمارية المتجلية في العمارة الإسلامية عبر التاريخ، وأحدث الممارسات والتقنيات في شتى المجالات؛ مما جعل منه قبلة حقيقية لعشاق الفن المعماري، وتجسيداً حقيقياً لرسالة التفاعل والتسامح والحوار بين مختلف الثقافات والأعراق، وهي الرسالة التي أرادها الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيّب اللّه ثراه-.
إن النتاج الفني لجائزة "فضاءات من نور" خلال دوراتها السابقة، ساهم في التعريف بجماليات الجامع، ولفت الانتباه إلى ما يكتنزه هذا الصرح من لوحات فنية معمارية، تحمل كل منها رمزية خاصة، حيث تم اختيار مواد البناء وأساليبه لتجسد الإنسانية جمعاء بكل حضاراتها وثقافاتها وأعراقها، اليوم وأنت تتأمل الجامع، وتحاول أن تلتقط صورة له، كن على يقين بأن كل لونٍ وحجرِ وحرف لم يستخدم بشكل عشوائي، بل يحمل كل منها قيم إنسانية صادقة، تدعو إلى الخير والتآلف والتآخي.
وعلى مدار الأعوام أثبتت جائزة فضاءات من نور بأن جماليات الجامع نبع لا ينضب، وبأن هذا الصرح الكبير قادر على تحفيز مواهب المصورين لتقديم أعمال خارجة عن المألوف، تعكس ارتباط الجامع ببيئته، وأثره على مرتاديه، ودوره في التعريف بالثقافة الإسلامية وما تتميز به من سماحة واعتدال.
يُعدُّ جامع الشيخ زايد الكبير، الذي افتُتح عام 2007، صرحاً دينياً ومعمارياً وثقافياً فريداً، يؤكد عظمة الحضارة الإسلامية وروعتها عبر العصور، ويُعبرَّ بتصميمه الهندسي البديع الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة عن جماليات العمارة الإسلامية وخصوصياتها في أبوظبي. بدأ الجامع كحلم في قلب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب اللّه ثراه- ووجدانه؛ إذ وضع له الرؤية العامة، وحجر الأساس، وتوّج به رحلة حافلة بالإنجازات الكبيرة، فجاء الجامع تعبيراً عن رؤية قائد لا يعرف المستحيل، ويدرك أن أعظم الإنجازات يبدأ أولاً من القلب وإخلاص النية.